Admin Admin
عدد المساهمات : 216 تاريخ التسجيل : 02/08/2010
| موضوع: اضغط هنا للدخول إلى (تعلم من الطيور) السبت يناير 28, 2012 3:42 am | |
| (تعلم من الطيور)
أولا: لغة الحرية. فالحرية تأبى الضيم والذل. متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارا أسمى ما يرنو إليه الكائن؛ لأن الحبسه موت بطيء. ثانيا: إبداء الرأي(الرأي والرأي الآخر). فالحرية أن تتكلم وتعبر عما في نفسك، فهذا التعبير يتمثل في زقزقتها وتغريدها. ثالثا: أن تتكلم بصوت طيب مقبول لا ترفع ولا تخفض (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) الإسراء110. (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)لقمان19. فأصوات الطيور لا يختلف اثنان على جمالها ومع هذا الجمال لا تجد إزعاجا ولا ضجيجا. أما البشر فهذا صوته عالي مزعج وهذا ضعيف موهن وهذا منفر وهذا مقزز. رابعا: أن نسمع الآخرين. انظروا إلى الطيور تروا أنها قل أن تغني وإنسان بجوارها وكأنما تنصت إليه. خامسا: الجد والعمل. لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا الراوي:- المحدث: ابن العربي، المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم 2/471، خلاصة حكم المحدث: صحيح. سادسا: نتعلم من الطيور تنظيم الأوقات قل أو إن شئت فقل لا تجد طائرا في عشه بعد الفجر فالكل يتحرك قوافل وأسراب لطلب المعاش وتحصيل لقمة العيش فالخير دائما في البكور وقل أيضا أن تجد طائرا بعد الظهر يحلق في السماء لأنه وقت قيلولة الكل في عشه (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) الراوي: أنس بن مالك، المحدث: السيوطي، المصدر: الجامع الصغير الصفحة أو الرقم 6168 خلاصة حكم المحدث: حسن سابعا: لغة تغيب عن البشر لغة المودة والحب والرحمة خاصة بين الزوجين. لا تجد طائرا يقضي شهوته دون حب وألفة وتودد. ثامنا: أن جمال الطائر سواء في ريشه المتألق أو في صوته لا يمنعه من العمل. بخلاف بعض الشباب يتأفف من العمل برغم ظروفه الصعبة، يريد أن يجلس على مكتب ويطالع الجريدة ويحتسي فنجانا من القهوة والمكيف بجواره والتليفون والسكرتارية تحت يده بحجة أن هذا لا يتناسب مع مؤهله أو عائلته أو جماله أو الإحراج أو كذا أو كذا. تاسعا: العمل بهمة ونشاط وعدم التراخي في العمل. العمل عمل. انظروا إليه وهو يطير تجده يطير بهمة ونشاط دون كسل. عاشرا: أن أسمع انغاما لا يختلف على حلها اثنان. إحدى عشر: الإيمان بقدرة الله وبديع صنعه فتبارك الله أحسن الخالقين. كم نوع من العصافير والحمام واليمام والطاوس وغيرها من أنواع الطيور المختلفة مئات بل آلاف الأنواع. ثاني عشر: أن أهتم بيومي لا بالغد. الطير لا يفكر في رزق غد بل يفكر في يومه وفقط لا يحمل هم لقمة عيش غد. أنت مطالب بالعمل اليوم لا بالعمل غدا فأنت لم تعش لغد. إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءُ. اليوم فحسْبُ ستعيشُ. فلا أمسُ الذي ذهب بخيرِهِ وشرِهِ. ولا الغدُ الذي لم يأتِ إلى الآن. اليومُ الذي أظلَّتْكَ شمسُه، وأدركك نهارُهُ هو يومُك فحسْبُ عمرُك يومٌ واحدٌ. فاجعلْ في خلدِك العيش لهذا اليومِ وكأنك ولدت فيهِ وتموتُ فيهِ عندئذ لا تتعثرُ حياتُك بين هاجسِ الماضي وهمِّهِ وغمِّهِ، وبين توقعِ المستقبلِ وشبحِهِ المخيفِ وزحفِهِ المرعبِ. اليومِ فقطْ اصرفْ تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدَّك وجدَّك قدم صلاةً خاشعةً. تلاوةً بتدبرٍ. اطلاعاً بتأملٍ. ذِكْراً بحضورٍ. اتزاناً في الأمور. حُسْناً في الخلقِ. رضاً بالمقسومِ . اهتماماً بالمظهرِ. اعتناءً بالجسمِ . نفعاً للآخرين . اليوم ازرعُ الخيْر. اسدي جميلا . استغفرُ من الذنب. تذكرُ الربَّ . تهيأ للرحيلِ. اترك غداً حتى يأتيك. لا تسأل عن أخبارِه. لا تنتظر زحوفه. لأنك مشغولٌ باليوم. حذار من طولِ الأملِ. ثالث عشر: الإهتمام بالآخرة فنحن نعمر الدنيا بالمباني والمصانع والمتاجر ...إلخ ولا نهتم ببناء القبور. أليس الغراب هو الذي علم الإنسان كيف يواري الميت. قال تعالي: (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) المائدة31. رابع عشر: إخلاص العبادة لله. والغبرة والغضب إذا ارتكبت الكبائر كالشرك بالله. هذا الهدهد العابد لله الذي يستنكر العبادة لغير الله كيف لا يسجد لله هذا الإله الحنان المنان الذي أغدقنا وغمرنا بالنعم كيف نعبد غيره وكيف نرضى بسواه. هذا الهدهد الذي قال لسيلمان النبي: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)النمل22. الأحق بالعبادة الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) النور41. ذكرت التفاسير العديد من المعاني المتقاربة لهذه الآية، حيث يذكر الله عز وجل أن كل شيء على وجه البسيطة وأي شيء يحوم في السماء يسبح بحمد الله ويؤدي الصلاة الواجبة عليه وقد قيل أن للطيور صلاة تخلو من الركوع والسجود حيث أن طيرانَها صلاتها وصوتَها تسبيحها ومعنى كلمة (صافات) اي مصطفات الأجنحة أثناء الطيران وأن الله يعلم صلاة وتسبيح كل من يجوب الأرض والسماء. خامس عشر: ألا أتكبر على أحد ولا أفتخر بعلمي ولا أحتقر مخلوقا ربما هو أفضل مني عند الله أو ربما يكون عنده علم ليس عندي. من يتخيل أن هذا الهدهد أحاط بما لم يحط به نبي من أنبياء الله؟! إذن عليك أن تأخذ العلم من الفقير والغني والصغير والكبير والقوي والضعيف والذكر والأنثى والأمير والمأمور ولا تتكبر ولا تخجل حتى لا يضيع العلم. فالعلم يضيع بين الكبر والخجل. قال تعالى: (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف76. وقال(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) طه114. وفي قصة موسى والعبد الصالح الكثير من هذه الإشارات. سادس عشر: أن نصدع بكلمة الحق لا نجامل ولا نخاف في الله لومة لائم هكذا قال الهدهد لنبي الله سليمان: (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) النمل24. لم يخف من ملكه من القتل أو الذبح ولم يخف حقيقة اعتقاده بأن العبادة ينبغي أن تكون لله. سابع عشر: صناعة الطائرات والصواريخ. (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) الملك19. فالأية إشارة واضحة لعمليتي القبض والبسط لأجنحة الطيور أثناء الطيران. فيا سبحان الله! من هذا نعلم أهميةَ الطير في حياتنا والدليل على ذلك ذكرها في أهم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم. وذلك يدعونا ويدعو كل المؤمنين إلى الرأفة بهذه الكائنات التي جللها ربنا وصورها في أحسن صورة.
| |
|